تقديس الديكتاتور










قد يعتبر البعض ان للحاكم حقا مطلقا في استخدام السلط ٬ وانه يستمد مشروعيته من الاله مباشرة ، لذا لا يحق لاحد ان يحاسبه وان كان طاغيا . وهذا ما يعتبره البعض ديكتاتورية متطرفة تعود بالبشرية عقودا بل قرونا لسنوات الاستبداد والتخلف  وطغيان وتجبر الحكام 

لعل الجيل الحالي يعتبر فصل السلط امرا بديهيا ، كما يعتبر انه من الطبيعي ان يختار المواطن من يمثله او يسيره ، الا ان هذا كان يعتبر قضية نضال يموت من اجلها المئات من المعارضين في الجيل السابق ، قد يعتبر النضال والموت من اجل الديموقراطية امرا طبيعيا مبررا بحب الانسان للحرية  وميوله للتحرر ، الا ان الغريب في الامر هو تبرير بعض الافراد لتسلط وتجبر الحكام ، بل منهم من يرى ان ذلك هو الصواب فالحاكم لابد له ان يكون فضا غليض القلب منعدم الرحمة ضاربا بيد من حديد , وان كانو هم انفسهم من يتلقى ضربة هذه اليد الحديدية

ربما لا يوجد تفسيرمنطقي  لهذه الظاهرة " تقديس الديكتاتور" , الا ان الامر يبدو اشبه بعلاقة سادية طرفاها الحاكم والرعيةفالحاكم يتلذذ بكونه السيد المسيطر، والغلبة من الرعية - المقدسين للديكتاتور- هم الاخرون يتلذذون بالتذلل امام اقدام الحاكم. الا انه ان اطلت البحث قد تجد ان للظاهرة تحليلا في علم النفس ، فقد اثبت سابقا انه من الممكن ان تتطور علاقة شاذة بين المجرم والضحية وهو ما يطلق عليه ب"متلازمة ستوكهولم" وهي حالة نفسية تصيب الفرد وتدفعه للتعاطف أو التعاون مع العدو بعد تعرضه لأحد حالات الاضطهاد "كالاغتصاب، أو الاختطاف، أو الضرب" كما هو الحال في المعتقلات السياسية حيث تظهر بعض علامات الولاء للمعتدي وهي حالة مغايرة لما يطلق عليه بـ "غسيل الدماغ"
سواء كان الحاكم خليفة للاله في الارض او لم يكن، فهو لا يعلو شئنا عن بقية الافراد  فمهمته كانت ولا تزال هي خدمة شؤون رعاياه ، اما بالنسبة للديكتاتور فنحن من نصنعه ، فنعم للديموقراطية و نعم لحكم الشعب ولا للديكتاتورية بمختلف اشكالها  




هشام الشاوي احنيڭير                                                                                                                 

Commentaires