للسلطان وجه على القمر

 للسلطان وجه على القمر




  من منا لم يسمع ما تداوله المغاربة عن رؤيتهم للسلطان محمد الخامس على سطح القمر ، وذلك عقب نفيه من طرف المستعمر الفرنسي ٠ حيث طالبت سلطات الاستعمار محمد بن يوسف في 20  غشت 1953  بالتخلي عن العرش ليجيب هذا الاخير بالرفض فتم بذلك نفيه وعائلته إلى كورسيكا ثم الى مدغشقر 

.ما كان المغاربة ليتخلوا عن سلطانهم لما يكنون له من ولاء ومحبة فما كان لهم الا ان يرفعوا رؤوسهم عاليا نحو القمر لترتسم لهم  . صورة السلطان على سطحه مغذين بذلك اشتياقهم املين رجوعه الى شعبه وعرشه 
اما فيما يخص صحة الخبر ، فقد اجمع المغاربة على تأكيده وذلك على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الاجتماعية والثقافية ، الا ان التفسيرات تختلف في هذا الصدد ٠ فهناك من يفسر الظاهرة ''رؤية السلطان على القمر '' باعتبارها مجازا، معتبرين السلطان و إن غاب فهو حاضر في قلوب رعاياه ، وتصورهم له على سطح القمر انما هو نابع عن محبتهم له مشبهين بذلك السلطان بالقمر في بهائه وعلوه ٠ يقول وزير الخارجية السابق عبد اللطيف الفيلالي في كتابه '' المغرب والعالم العربي '' : ( في اوساط الساكنة المغربية ، اصبح السلطان يعتبر حاميهم بل انهم اصبحوا يتصورون رؤيته في القمر من حيث كانوا يعتقدون انه يحرس المغرب ) ، لكن البعض الاخر يذهب في تفسيره لهذه الظاهرة الى حد ترجح فيه المعجزة ، مؤكدين على المعنى الحرفي  لظهور السلطان على القمر 
 فما اللذي يقوله العلم في هذا الصدد ؟

 يربط العلماء رؤية بعض الاشخاص لصور أو كلمات على اسطح الجمادات بظاهرة '' الباريدوليا ''، وهي ظاهرة نفسية يستجيب فيها العقل لمحفز عشوائي عادة ما يكون صوتا او صورة ، ليرسم من خلاله شكلا وهميا مرتبطا به وذلك باتباع نمط مألوف بالرغم من عدم وجود اي شيء ٠ولذالك امثلة عديدة نذكر من بينها : رؤية لفض الجلالة "الله" على بعض الجمادات كحبة فاكهة او كذلك رؤية اشكال الحيوانات على السحاب ، اضافة الى المثال الاكثر شهرة في المغرب وهو وجه السلطان على القمر



                هشام الشاوي احنيڭير                                                                                                                                                  

Commentaires

Articles les plus consultés